شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
حب الصحابة من العقيدة
...............................................................................
ابتدأ هذه الأبيات بالقول في الصحابة:
حـب الصحـابـة كلهـم لي مذهب | ومـودة القـربى بـهـا أتوسـل |
ولكلـهـم قـدر عـلا وفـضـائل | لكنمـا الـصدِّيـق منهـم أفـضـل |
ولما رأيت الكلام في الصحابة؛ تعجبت كيف يدخل في العقيدة أمر الصحابة .
مع أن الصحابة هم الذين بادروا إلى الإسلام، وهم الذين نصروا الله ورسوله، فكنت أستغرب، أن إدخال أمر الصحابة في العقيدة لا مُناسبة له؛ ولكن بعد ذلك، وبعدما سمعنا كثرة من يطعن في الصحابة، ويضللهم، ويكفرهم، عرفنا أن السلف -رحمهم الله- اهتموا بفضل الصحابة ردا على من يكفرهم .
فلذلك أكثروا من ذكر فضائلهم في المؤلفات الخاصة، وفي المؤلفات العامة. لما حدث هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالشيعة، وسماهم السلف بالرافضة، وسبب حدوثهم في العراق اسم> في القرن الأول وما بعده، كان عليّ اسم> -رضي الله عنه- لما كان في العراق اسم> كان محبوبا عند أهل العراق اسم> ؛ لحسن سيرته، ولحسن إيمانه، فكانوا يحبونه حبا شديدا، وكان أهل الشام اسم> الذين مع معاوية اسم> يتهمونه بأنه تمالأ مع غيره على قتل عثمان اسم> فلذلك كانوا يُظهرون كراهيته، ولما تولى على العراق اسم> الأمير المشهور الحجاج بن يوسف اسم> في حدود سنة ثلاث وسبعين، أو أربع وسبعين صار يرى من أهل العراق اسم> محبتهم لعليّ اسم> حبا شديدا، فيحب أنه يظهر لهم كراهيته، فكان يأمر الخطباء أن يسبوه على منابر العراق اسم> .
مسألة>